Skip to main content
Chicago Employee homeNews home
Story
7 of 13

صناعة العسل في المملكة… من تقليدٍ متوارث إلى اقتصادٍ واعد

تتجه المملكة اليوم بخطى واثقة نحو توطين صناعة العسل، في خطوة تتناغم مع مستهدفات «رؤية السعودية 2030».

خلايا النحل تتحرك نحو الاكتفاء الذاتي

على سفوح الجبال ووديان السروات، وبين أشجار الطلح والسدر، يعيش النحل السعودي حكاية لا تُشبه سواه. عسلٌ له نكهته الفريدة، المستمدة من تربة غنية وتنوع نباتي لا مثيل له، ومع ذلك لا يجد هذا الذهب السائل طريقه إلى غالبية الأسواق والموائد السعودية.

وبخطى واثقة تتجه المملكة اليوم نحو توطين صناعة العسل، في خطوة تتناغم مع مستهدفات «رؤية السعودية 2030»؛ إذ تشير الإحصاءات إلى أن الإنتاج المحلي يغطي أقل من خمس احتياج السوق؛ حيث لا يتجاوز 5800 طن سنوياً، مقابل استيراد يقارب 24 ألف طن. ويمتلك النحالون السعوديون أكثر من مليوني خلية نحل، يديرها نحو 30 ألف نحّال، ورغم ذلك لا تزال الأسواق تعتمد بشكل كبير على الواردات.

المعهد الدولي لتدريب وتأهيل النحالين يطلق أول دبلوم مهني عالٍ في تربية النحل (واس)

وفي خطوة نوعية ضمن هذا التوجه، وقعت الجمعية التعاونية لنحالِي الباحة اتفاقية استراتيجية مع شركة عسل الشفاء، أحد أبرز الأسماء في سوق العسل المحلي والعالمي. وتهدف الاتفاقية إلى تسويق العسل المحلي، خصوصاً من منطقة الباحة، وفتح قنوات جديدة للنحالين عبر دعم الجودة والإنتاج والتدريب.

وأكد لـ«الشرق الأوسط» رئيس مجلس إدارة «مجموعة السنبلة»، سامر كردي، أن هذه الشراكة تمثل تحولاً جوهرياً في العلاقة بين القطاع الخاص والجمعيات الإنتاجية، موضحاً أن الاتفاقية ترتكز على محورين؛ أولاً: شراء كميات من العسل المحلي وتعبئته تحت علامة «عسل الشفاء» مع الإشارة إلى مصدره المحلي، وثانياً: دعم وتأهيل الشباب عبر برنامج دبلوم مهني معتمد لتخريج نحالين محترفين. و«عندما نصدر العسل، فإننا لا نصدّر منتجاً فقط، بل نُعرّف العالم بثقافتنا»، قال كردي، مشيراً إلى أن تحقيق الاكتفاء الذاتي ممكن، كما حدث سابقاً في القمح، إذا تكاملت الجهود.

من جانبه، اعتبر الدكتور أحمد الخازم الغامدي، رئيس الجمعية العربية لتربية النحل، أن التحدي الأكبر يكمن في ضعف التسويق رغم جودة وتنوع العسل السعودي، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن الشراكة مع «عسل الشفاء» ستوفر حلولاً تسويقية متقدمة، إلى جانب الدعم الفني والتدريب ورفع التنافسية.

160 مليون ريال لطرد نحل مستورد سنوياً (واس)

وأشار الغامدي إلى أن القطاع لا يعتمد على استيراد العسل فحسب، بل أيضاً على استيراد نحو مليون طرد نحل سنوياً، بتكلفة تصل إلى 160 مليون ريال. في المقابل، تستهدف الحكومة استثمارات تتجاوز 400 مليون ريال في القطاع بحلول 2030، وذلك بهدف خلق وظائف وتعزيز الأمن الغذائي.

وتتصدر منطقة الباحة خريطة إنتاج العسل في المملكة، بفضل مناخها المتنوع وإنتاجها الغزير الذي يصل إلى 1100 طن سنوياً. وتشتهر بثلاثة أنواع من عسل السدر: الجبلي، والساحلي، والمختلط. كما تحتضن الباحة بنية تحتية متكاملة تديرها الجمعية، تشمل مشاريع إنتاج، وورشاً، ومجمعات سكنية، ومراكز تدريب.

جمعية النحالين بالباحة تطلق مبادرة لزراعة نحو 70 ألف شجرة وشجيرة من النباتات النحلية (واس)

وفي سياق دعم البيئة واستدامة الإنتاج، أطلقت الجمعية مبادرة لزراعة 70 ألف شجرة نحلية، تشمل الطلح والسدر والسمر، إضافة إلى إنشاء مشاتل تحوي 30 نوعاً من النباتات يتم توزيعها بأسعار رمزية للنحالين.

وضمن الاتفاقية، دعمت «عسل الشفاء» المعهد الدولي لتدريب وتأهيل النحالين، وهو الأول من نوعه في المملكة. ويدرّب المعهد أكثر من 4000 نحّال حتى الآن، ويستعد لإطلاق أول دبلوم مهني متخصص في تربية النحل، يمتد لعام كامل، وتبدأ أول دفعة له في سبتمبر (أيلول).

وتتراوح أسعار العسل المحلي بين 250 و500 ريال للكيلوغرام، بينما تصل بعض الأنواع النادرة مثل عسل المجرى إلى 1000 ريال، ما يعكس قيمته العالية وثقة المستهلكين به، خصوصاً في ظل رقابة صارمة ومعايير جودة معتمدة.

وفي ختام حديثه، قال الغامدي: «نحن على أعتاب مرحلة جديدة في صناعة العسل، ودعم الشركات الوطنية هو حجر الأساس لتحقيق نهضة حقيقية لهذا القطاع الواعد».

"); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-3341368-4'); }); }

Latest Aaswsat (arabic)