سلّمت باكستانُ الهندَ، الأربعاء، جندياً أُلقي القبض عليه داخل أراضيها، بعد الاعتداء الذي وقع في الشطر الهندي من كشمير والذي أدّى إلى مواجهة عسكرية عنيفة بين البلدين، وفق ما أعلن الجيش الهندي.

وسُلّم الجندي بورنام كومار شاو، العنصرُ في وحدة من حرس الحدود، خلال ساعات الصباح الأولى، إلى الهند عند المعبر الحدودي البرّي الوحيد بين البلدين في أتاري واغه (شمالي غرب)، وفق ما جاء في بيان من «الوحدة».

وكشف مصدر لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» عن أن الجندي «وجد نفسه خطأً في الأراضي الباكستانية عندما كان في مهمّة بمنطقة فيروزبور يوم 23 أبريل (نيسان) 2025»، وكان موقوفاً مذّاك لدى حرس الحدود الباكستاني. وأُفرج عنه عقب «اجتماعات منتظمة» لحرس الحدود الهندي مع السلطات الباكستانية و«قنوات تواصل أخرى»، وفق ما جاء في البيان.

وبدأت الأزمة الأخيرة بين القوتين النوويتين عندما أطلق مسلحون النار وأردَوا 26 رجلاً؛ معظمهم من الهندوس، بموقع سياحي في كشمير الهندية يوم 22 أبريل الماضي. وتوعدت الهندُ باكستانَ بالرد، متهمة جماعة متطرفة، تقول إن إسلام آباد تدعمها، بالوقوف وراء الاعتداء. وأطلقت الهند ليل 6 - 7 مايو (أيار) الحالي صواريخ على مواقع باكستانية قالت إنها معسكرات إرهابية فيها أفراد من الجماعة التي تتّهمها بالوقوف وراء هجوم باهالغام. وسارعت باكستان، التي تنفي أي صلة لها بالهجوم، إلى الرد.

وأثارت المواجهة الأخيرة، وهي الأعنف منذ آخر حرب خاضها الطرفان عام 1999، مخاوف عالمية من احتمال اندلاع حرب شاملة. وبعد 4 أيام من هجمات بالصواريخ والطائرات المسيَّرة والمدفعية أسفرت عن مقتل 60 شخصاً على الأقل ونزوح الآلاف من كلا الجانبين، أُعلنت هدنة السبت بمبادرة مفاجئة من الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

وما خلا بعض القصف المتقطّع وهجمات أُبلغ عنها مساء السبت، فقد احتُرمت الهدنة على طول الخطّ الفاصل بين البلدين. وشارك مسؤولون عسكريون رفيعو المستوى من البلدين في اجتماع عبر الهاتف مساء الاثنين.

وأفادت هيئة الأركان الهندية بأنهم «اتفقوا على التباحث في تدابير فورية لخفض عدد الجنود الذي نُشروا عند الحدود».