أب باكستاني يقتل ابنته 14 عاماً في «جريمة شرف» بسبب «تيك توك»
استدرجها من نيويورك إلى كراتشي بسبب منشورات على الإنترنت
هيرا أنور (14 عاماً)، عاشت في عالمَين متناقضَين في نيويورك، حيث وُلدت ونشأت. خارج منزلها، كانت مراهقة أميركية نموذجية، تضحك مع أصدقائها، تنشر فيديوهات على موقع «تيك توك» وتحلم بمستقبل لا حدود له. داخل المنزل، كان واقعها مختلفاً تماماً. كان والداها، وهما مهاجران باكستانيان استقرَّا في الولايات المتحدة منذ أكثر من عقدين، يتوقَّعان منها أن تلتزم بقيمهما الثقافية والدينية، التي تتطلب احتشاماً من النساء.
بالنسبة لهما، كان حضور هيرا الجريء والمعبر على الإنترنت تحدياً مباشراً. وانتهى هذا التوتر، المألوف في أسر المهاجرين من جنوب آسيا في جميع أنحاء الغرب، بأعمال عنف مميتة هذا الأسبوع. وقالت الشرطة إن والد هيرا وعمها قتلاها بالرصاص ليل الاثنين، بعد أيام عدة من وصولها إلى باكستان، فيما قيل لها إنها «إجازة عائلية»، بحسب تقرير لـ«نيويورك تايمز»، الجمعة.
«جريمة شرف»
ووصفت السلطات الباكستانية وفاتها بأنها «جريمة شرف». وقالت الشرطة إن والد هيرا، أنور الحق، قال في اعتراف رهيب في كويتا، عاصمة إقليم بلوشستان الجنوبي الغربي، إنها جلبت العار إلى الأسرة بنشر ما أسماها «مقاطع فيديو غير لائقة» على الإنترنت.
وقال المدافعون عن حقوق الإنسان إن وفاة هيرا جزء من نمط متأصل من العنف ضد المرأة في باكستان وفي الشتات، وهي مشكلة قديمة اتخذت أبعاداً جديدة وخطيرة مع صعود وسائل التواصل الاجتماعي. سجَّلت لجنة حقوق الإنسان في باكستان، وهي مجموعة مستقلة معنية بحقوق الإنسان، 588 حالة قتل باسم الشرف في باكستان في عام 2024، بعد أن كانت 490 حالة في عام 2023، ومطابقة تقريباً مع 590 حالة قتل أُبلغ عنها في عام 2022. كثيراً ما تصبح النساء أهدافاً للعنف لرفضهن الزواج القسري، أو طلبهن الطلاق أو الانفصال، أو الانخراط في علاقات تعدّ غير لائقة من قبل الأسر، أو الانخراط في أعمال أخرى يُنظر إليها على أنها انتهاك للقيم المحافظة.
وفي إحدى الحالات في العام الماضي، قُتلت فتاة على يد شقيقها لاستخدامها هاتفاً جوالاً. وفي حادثة أخرى، سُممت امرأة شابة حتى الموت على يد والديها بسبب مواعدتها. في كثير من الحالات، قامت عائلات من أصل باكستاني في بلدان غربية بإغراء بناتها بالعودة إلى باكستان بذرائع واهية.
وهناك، قيدوا حريتهن، وأجبروهن على الزواج من أبناء عمومتهن - غالباً لتأمين تأشيرات للرجال - أو قتلوهن في بعض الحالات.
وفي عام 2022، تعرَّضت شقيقتان باكستانيتان، تحمل كلتاهما تصريح إقامة إسبانية للتعذيب، وقتلتا بعد يوم من وصولهما إلى إقليم البنجاب، وفقاً لما ذكرته الشرطة في باكستان. ويقول المحققون إن زوجيهما وعمهما وشقيقهما نفذوا عملية القتل بعد أن سعت الشقيقتان إلى الطلاق من الزيجين الإجباريَّتين.
كما وقعت حوادث قتل أخرى في الغرب، وفرَّ الجناة في بعض الحالات إلى باكستان لتجنب الاعتقال. في مايو (أيار)، ألقت السلطات في كشمير الخاضعة لسيطرة باكستان، بالتعاون مع مسؤولين إيطاليين، القبض على امرأة أدينت، مع زوجها، بقتل ابنتهما المراهقة. وقالت السلطات إن القتل، الذي وقع في شمال إيطاليا، كان بسبب رفض ابنته الزواج القسري في باكستان.
ويقول الخبراء، الذين يدرسون المغتربين من جنوب آسيا في البلدان الغربية، إن التوترات بين الأجيال منتشرة على نطاق واسع، مع تحدي الأجيال الأحدث سناً المولودة في الخارج للقيم التقليدية على نحو متزايد. قالت كافيتا ميهرا، المديرة التنفيذية لمنظمة «ساخي» للناجين من جنوب آسيا، وهي منظمة غير ربحية مقرها نيويورك، إن العنف القائم على النوع الاجتماعي في الولايات المتحدة يحدث بمعدلات أعلى داخل مجتمعات جنوب آسيا. وأفاد نحو نصف سكان جنوب آسيا في الولايات المتحدة بأنهم يتعرضون لمثل هذا العنف مرة واحدة على الأقل، وفقاً للدراسات الاستقصائية. وقالت ميهرا: «هذا ليس لأن مجتمعنا بطبيعته أكثر عنفاً، بل لأننا غارقون في صدمات ما بين الأجيال... دورات من الألم والصمت والسيطرة الأبوية، التي شكَّلتها تواريخ الاستعمار والنزوح والهجرة». في قضية مقتل هيرا، البالغة من العمر 14 عاماً، هذا الأسبوع، أخبر والدها الشرطة في البداية أن مسلحين مجهولين أطلقوا النار عليه وعلى ابنته في أثناء سفرهما إلى منزل عمها، وفقاً لبابار بالوش، وهو ضابط شرطة في كويتا. لكن بعد جمع الأدلة وتسجيل إفادات الشهود، اشتبهت الشرطة واحتجزت الأب، الذي كان يعمل سائقاً في «أوبر» في نيويورك، ولديه ابنتان أخريان.
وقد ألقي القبض على الأب، أنور الحق، وصهره يوم الأربعاء للاشتباه في ارتكابهما جريمة قتل. قالت الشرطة إن أنور الحق أعرب في اعترافه عن اعتراضه على ملابس ابنته وأسلوب حياتها وعلاقاتها الاجتماعية. وقد سُنَّت في باكستان قوانين على مرِّ السنين، بعضها يحمل عقوبة الإعدام، للحد مما تُسمى «جرائم الشرف». وفي عام 2016، بعد السخط الشعبي حول مقتل نجمة وسائل التواصل الاجتماعي، قندیل بلوچ، على يد شقيقها، أقرَّ البرلمان قانوناً يغلق ثغرة قانونية تسمح للعائلات بمسامحة الجناة.
ومع ذلك، لا يزال العنف القائم على النوع الاجتماعي مستمراً؛ بسبب القبول المجتمعي والتحيز المنهجي في إنفاذ القانون والقضاء في باكستان، وفقاً للخبراء. وقالت شازيا نظاماني، وهي خبيرة قانونية من كراتشي: «إن جرائم الشرف وقتل النساء يجب أن تُعامل بوصفها جرائم ضد الدولة. حتى إذا اختارت الأسرة عدم اتخاذ أي إجراء قانوني، فإن الدولة تتحمل مسؤولية ضمان تحقيق العدالة».
"); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-3341368-4'); }); }
Latest Aaswsat (arabic)
- لعبت دوراً رئيسياً بالحرب... شركات ناشئة إسرائيلية تخطط للتوسع عالمياًزادت شركة «إكستند» الإسرائيلية للمسيرات أعمالها بوصفها واحدةً من شركات عدة شهدت طفرة بطلب أسلحتها التي استخدمتها إسرائيل بفاعلية خلال الحرب، وفق وكالة «رويترز».
- الأسواق العالمية تتراجع وسط التهديدات التجارية... وأرباح قوية لشركات التكنولوجياتراجعت الأسهم العالمية، يوم الجمعة، حيث ألقى المستثمرون نظرة على أرباح قوية نسبياً من شركات التكنولوجيا الرائدة، في الوقت الذي بدأت فيه السوق في الهبوط.
- تنظيف أسنانك بالخيط قد يحميك من السكتة الدماغيةكشفت دراسة حديثة عن أن تنظيف الأسنان بالخيط، ولو لمرة واحدة فقط في الأسبوع، يمكن أن يقلل من فرص الإصابة بالسكتة الدماغية.
- ترمب يرفض قول ما إذا كان سوف يسحب قوات بلاده من سورياامتنع الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، عن التصريح عمَّا إذا كان يخطط للإبقاء على عدد القوات الأميركية في سوريا عند المستوى الحالي.
- ماسك: ترمب لا يستطيع إيقاف صعود السيارات الكهربائيةكشف الملياردير إيلون ماسك أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب لن يكون قادراً على إيقاف رحلة صعود السيارات الكهربائية لأن نجاح التكنولوجيا «حتمي».
- صمتت الحرب وصدحت الموسيقى... ديوهات وألبومات وحفلات تفتتح 2025جولة على أبرز إصدارات الشهر الموسيقية، وهي تنوَّعت ما بين ديوهات وألبومات وأغنيات أعادت نجوماً بعد غياب.