رسائل سياسية وثقافية في استقبال ماكرون بالقاهرة
جولة الرئيس الفرنسي بـ«خان الخليلي» تثير تفاعلاً «سوشيالياً»
جاء استقبال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في القاهرة، وفق بروتوكول دبلوماسي غير اعتيادي، تضمن سلسلة من المزارات والجولات المدروسة، حملت في طياتها رسائل متعددة الأبعاد، بحسب مراقبين.
ومع وصول ماكرون إلى العاصمة المصرية، مساء الأحد، نشر الرئيس الفرنسي مقطع فيديو من طائرته الرئاسية، أظهر مرافقة مقاتلات مصرية من طراز «رافال» فرنسية الصنع، وكتب قائلاً عبر حسابه: «وصلنا إلى مصر... طائرات رافال المصرية، رمز قوي لتعاوننا الاستراتيجي».
وعاد ماكرون ليوضح خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الاثنين، بقصر «الاتحادية»، أن مصر «هي أول دولة وثقت في طائرات الرافال خارج فرنسا وتبعتها عدة دول».
Arrivé en Égypte avec de fiers compagnons de vol : des Rafale égyptiens, symbole fort de notre coopération stratégique. pic.twitter.com/V3sDJa3qNP
— Emmanuel Macron (@EmmanuelMacron) April 6, 2025
وأبرمت مصر عام 2015 صفقة لشراء 24 مقاتلة من طراز «رافال»، كأول مشترٍ للمقاتلات الفرنسية، ثم عادت عام 2021 لتبرم عقد جديد لشراء 30 مقاتلة.
ومن سماء مصر إلى أزقتها؛ اصطحب الرئيس المصري نظيره الفرنسي في جولة لمنطقة الحسين، وسوق خان الخليلي بالقاهرة التاريخية، حيث تجولا وسط الحشود التي استقبلتهما بحرارة، والتقطت الصور التذكارية معهما، كما تناول الرئيسان العشاء في مطعم شهير يحمل اسم أديب نوبل «نجيب محفوظ»، وهي الجولة التي اعتبرها كثيرون لها مدلول عميق، وأبعاد سياسية، وثقافية.
ويوضح خبير العلاقات الدولية الدكتور طارق فهمي، لـ«الشرق الأوسط»، أن هذه الجولة وتناول العشاء يحملان رسائل غير سياسية تعكس خصوصية العلاقة المصرية الفرنسية، ويعكس اختيار هذه المواقع كيف أن الجانب الفرنسي مولع بالثقافة المصرية، والحضارة المصرية، منذ عهد القائد الفرنسي نابليون بونابرت حتى ماكرون.

كما أن اختيار هذه الأماكن له دلالات عميقة، فهي تضم مسقط رأس الرئيس السيسي، وحرص الرئيس على إظهار أنه تربى ونشأ، فهو تأصيل تاريخي أن من يحكم لديه أصول ثقافية وتاريخية كبيرة ضاربة في عمق الدولة المصرية، بحسب فهمي.
وفيما لفت بعض النشطاء إلى ابتعاد ماكرون عن زيارة أي مدن أو منشآت حديثة، مثل العاصمة الإدارية الجديدة، يلفت الخبير السياسي المصري إلى أن اختيار موقع الجولة هو نوع من «الذكاء المصري الكبير» يتناسب مع الولع الفرنسي الكبير بالثقافة المصرية، في ظل تنوع الموقع بين التجاري، والصناعي، والثقافي، والحضاري.
مشهد الريس وهو بيتمشى مع ماكرون في الحسين النهاردة مش مشهد عابر، ده حدث يتقال فيه كلام كتير جدا، ورسالة للداخل والخارج، يعني مثلا لو تفتكر في يناير اللي فات ليشع اتهف في نافوخه ونشر تهديد ضمني في جيروزاليم بوست بصورة للرئيس السيسي مع الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي.....
— Loay Alkhteeb (@LoayAlkhteeb) April 6, 2025
ويبيّن فهمي أن استعراض مقاتلات الرافال يعكس أن ماكرون يريد توصيل رسالة مهمة أن هناك تعاوناً عسكرياً واستراتيجياً بين البلدين، كما أنه يسوق للصناعة العسكرية الفرنسية، وكأنه يوصل دلالات رمزية لأميركا أنه رغم وجود تسليحها، لكن يوجد أيضاً تسليح فرنسي متميز.
وأشاد عدد من الأحزاب والبرلمانيين بالجولة إلى منطقتي خان الخليلي والحسين، مؤكدين أنها تحمل رسائل بالغة الأهمية عن أن مصر ستظل دائماً بلد الأمن والأمان، وقادرة على استضافة كبار زعماء العالم في أجواء مستقرة، وآمنة.

وقال طارق رضوان، رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب المصري، إن اختيار موقع الزيارة يحمل إشارات للتمازج الحضاري، كونه يضم في محيطه مساجد، وأضرحة، وكنائس.
وتداول متابعون لقطات جولة السيسي وماكرون على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبرها الكثيرون رسالة تأكيد على تمتع مصر بالأمن والأمان، والاستقرار. كما تداول كثيرون «تغريدة» للرئيس الفرنسي يشكر فيها الرئيس السيسي والشعب المصري على «الاستقبال الحار».
البرلماني والإعلامي مصطفى بكري أعاد نشر لقطات الرئيسين، مبرزاً الاستقبال الشعبي الحافل لهما في شوارع القاهرة القديمة.
وحول ما أثارته الجولة من تفاعل «سوشيالي»، قال المتخصص في الإعلام الرقمي و«السوشيال ميديا»، معتز نادي، لـ«الشرق الأوسط» إن «هذه الزيارة، التي وثّقتها وسائل الإعلام ومنصات التواصل، تؤكد أن الدبلوماسية الحديثة لا تُمارس فقط في القاعات الرسمية، بل تُصنع أيضاً في الشارع، وبالمواقف الإنسانية التي تبني الجسور بين الشعوب والقادة والحكومات، وتعزز الفهم المتبادل فيما بينهم على أرضية التعايش والسلام».
وتابع: «جاءت الجولة لتحظى بمتابعة كبيرة، وهي رسالة تعكس أهمية هذا المكان التاريخي للقاهرة، وتذكر بعراقتها، وتعايشها مع مختلف الجنسيات والأديان من خلال إشارة الرئيس المصري لكونه ابناً لهذه المنطقة، وأنه عاصر اليهود، والأرمن، والإنجليز، كما تجلى في الفيديوهات التي رصدت حواره مع ماكرون».
ودافع البرلماني محمود بدر عن اختيار موقع الزيارة، وعدم توجيهها الزيارة إلى العاصمة الإدارية الجديدة، واصفاً إياهم بجماعة «أعداء الرخام».
ومع احترامي للدكتور عمار علي حسن واصدقائه من جماعة "أعداء الرخام" وبغض النظر عن ان العاصمة الإدارية هي امتداد للقاهرة وليست عاصمة مستقلة بذاتها لكن انا مضطر أرخم عليكم واقولكم ان النظرية دي غريبة شوية لإن لو تم تطبيقها علي مدار الاف السنين في مصر لما استطاع ماكرون ان يزور حي... https://t.co/DLm3jOwjrt
— محمود بدر (@ma7mod_badr) April 7, 2025
فيما اعتبر الإعلامي عمرو أديب أن هذه الجولة وما شهدتها من التقاط المصريين للصور مع الرئيسين هي رسالة تعني استقرار مصر.
"); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-3341368-4'); }); }
Latest Aaswsat (arabic)
- خالد بن سلطان الفيصل: خبرة السعودية كبيرة في استضافة الفعاليات الرياضية العالميةأكد الأمير خالد بن سلطان الفيصل رئيس الاتحاد السعودي للسيارات والدرجات النارية أن السعودية أصبحت ذات خبرة كبيرة في استضافة البطولات والأحداث العالمية.
- أصالة لـ«الشرق الأوسط»: ألبومي المصري الجديد «خيالي»كشفت الفنانة السورية أصالة نصري تفاصيل ألبومها الجديد لعام 2025، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «ألبومي الجديد سيكون مصرياً، وأقل وصف له هو أنه خيالي».
- مصر وفرنسا ترفعان العلاقات إلى «شراكة استراتيجية»وقّع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، الاثنين، بالقاهرة إعلاناً يقضي بترفيع العلاقات بين البلدين إلى مستوى «شراكة استراتيجية».
- المبعوث الأممي: ناقشت مع الشرع عملية الانتقال السياسي في سورياقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا غير بيدرسون إنه ناقش مع أحمد الشرع عملية الانتقال السياسي الجارية في سوريا.
- ترمب يهدد الصين: 50% رسوماً إضافية اعتباراً من 9 أبريل إذا لم تتراجع عن تعريفاتهاهدّد الرئيس الأميركي دونالد ترمب الصين بأن الولايات المتحدة ستفرض عليها نسبة 50 في المائة رسوماً إضافية اعتباراً من 9 أبريل إذا لم تسحب زيادة الـ34 في المائة.
- فان دايك يلمح إلى «تقدم» في مفاوضات تجديد عقده مع ليفربوللمح فيرجيل فان دايك، قائد فريق ليفربول الإنجليزي لكرة القدم، إلى وجود تقدم في المفاوضات بشأن العقد الجديد، الذي طال انتظاره، للإبقاء عليه في النادي.