Passer au contenu principal
Paris (French) domicileNews domicile
Story

«الأغذية العالمي»: نصف السودانيين يعانون الجوع الحاد... لا سبيل لمواجهة المجاعة سوى توقف القتال

قالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، سيندي ماكين، إنه لا سبيل لمواجهة المجاعة في السودان سوى توقف القتال الدائر في البلاد منذ ما يقرب من عامين.

حين توجهت فاطمة عبد الفتاح (على المعاش) إلى السوبر ماركت في أحد الأحياء المتوسطة بالقاهرة، قبل ساعات قليلة من حلول شهر رمضان، لم تتخيل الزحام الذي وجدته في المكان، حتى إنها لم تجد سيارة تضع فيها السلع التي تشتريها من داخل المحل الكبير، وفق قولها.

«ذهبت لإحضار مستلزمات المنزل لشهر رمضان، على الأقل الأيام الأولى من الشهر، حتى لا أضطر للنزول مرة أخرى في بدايات الشهر»، هكذا توضح السيدة المصرية سبب شرائها كميات من الأطعمة والمواد الغذائية التي اشتهر بها شهر رمضان في تصريحاتها لـ«الشرق الأوسط».

وتشهد الأيام الأخيرة قبل حلول شهر رمضان في مصر زحاماً كبيراً لشراء السلع الغذائية ومستلزمات رمضان التي تسميها بعض الأسر «حاجة رمضان». وتتنوع هذه السلع بين اللحوم والمواد التموينية من جهة، وكذلك الياميش والتمر والقطائف والكنافة من جهة أخرى.

ويرى الخبير الاقتصادي محمود العسقلاني، رئيس جمعية «مواطنون ضد الغلاء»، أن «حاجة رمضان هي عادة مصرية يلتزم بها كثير من الأسر المصرية، خصوصاً من الطبقة المتوسطة حتى يتفرغوا للراحة والعبادة في أول أيام الشهر الفضيل».

وأوضح لـ«الشرق الأوسط»: «الأيام الأخيرة قبل رمضان يمكن أن تجد شخصاً يشتري شيكارة سكر، نحو 10 أو 12 كيلوغراماً، في الأيام العادية لا يشتري سوى كيلو أو اثنين، لكن لأن السكر مهم في صناعة الحلويات والكنافة والقطائف التي يهواها المصريون في رمضان يتم شراء مخزون كبير منه، وهكذا من السلع الأخرى مثل الياميش والتمر وقمر الدين وخلافه».

وصل حجم واردات مصر من «ياميش رمضان» الذي يتضمن المكسرات والتمر وقمر الدين وغيره من السلع، إلى 140 مليون دولار في عام 2024، وفق تصريحات صحافية سابقة لمسؤول بغرفة القاهرة التجارية، لافتاً إلى انخفاض الكميات في العام الجديد 2025 بسبب ارتفاع الأسعار العالمية لمكونات الياميش.

أنواع من التمور والياميش تنتشر في السوق المصرية (الشرق الأوسط)

ويرى مهندس الكومبيوتر محمد السعيد (39 عاماً) أن السبب الرئيسي للزحام على المحلات وشراء الناس لما يطلقون عليه «حاجة رمضان»، هو أن «الكثير من المحلات الكبرى تقدم خصومات وعروضاً كبيرة على السلع، فيسعى كثيرون للاستفادة منها، وفي الوقت نفسه يجهزون مؤونة بعض أيام الشهر، دون أن يشغلوا بالهم بالتسوق مرة أخرى في فترة قريبة».

وتراوحت أسعار مكونات الياميش بحسب الأصناف؛ فسعر كيلو اللوز يتراوح بين 480 إلى 600 جنيه، (الدولار يساوي 50.66 جنيه مصري)، بينما يصل سعر كيلو الكاجو إلى 800 جنيه، وكيلو البندق المقشر إلى 680 جنيهاً، وتتراوح أسعار الزبيب ما بين 30 إلى 70 جنيهاً للكيلو، أما البلح فيتراوح سعره بين 20 إلى 90 جنيهاً للكيلو، بحسب إفادة لشعبة العطارين بالغرف التجارية في القاهرة.

وأشار العسقلاني إلى أن «السلع موجودة في معارض (أهلاً رمضان) و(سوق اليوم الواحد) التي تتيح السلة الغذائية بأقل سعر ممكن، وبأسعار أقل عن الأسواق الخاصة، بخصومات تصل لنحو 30 في المائة، ويمكن أن تكون مسألة الإتاحة هذه ساهمت في زيادة هذه الظاهرة وإقبال الناس على شراء السلع المختلفة أو (حاجة رمضان)».

وتوضح أستاذة علم الاجتماع في جامعة عين شمس بالقاهرة، الدكتورة سامية خضر صالح، أن «الناس اعتادوا على شراء حاجيات رمضان قبل حلول الشهر بفترة؛ حتى لا يُفاجأوا بنقص في مواد معينة»، وأضافت لـ«الشرق الأوسط»: «للأسف شراء بعض الأسر للسلع بكميات كبيرة يؤدي إلى إهدار أو فساد هذه السلع، فبعض الناس يشترون كميات كبيرة لتنظيم ولائم أو عزومات عائلية ويصنعون طعاماً يفيض عن الحاجة، ويضطرون للتخلص من بعضه».

وعلى الرغم من تحذيرها من الإسراف والتبذير في الشهر الكريم، تشير سعاد إلى أن «البعض يحب الاحتفاظ بكميات كبيرة من السلع لكفاية بيته لعدة أيام في رمضان أو للتصدق بها على الفقراء في الحي الذي يعيش فيه».

Latest Aaswsat (arabic)