Passer au contenu principal
Paris (French) domicileNews domicile
Story
10 sur 50

«الفك المفترس» يعود إلى الصالات بعد 50 سنة

50 سنة مرّت على إنتاج «جوز» (عُرض لأول مرة في شهر مايو سنة 1975) وقريباً يعود إلى الصالات في احتفاء مُستحق.

احتفاء عالمي بفيلم «جوز» عن السمكة القاتلة وصياديها الثلاثة

«تحتاج إلى مركب أكبر»، يقول صيّاد الوحوش البحرية كوينت للشريف برودي بينما يُخططان مع عالِم البحار هوبر لكيفية اصطياد ثلاثتهم سمكة قرش بيضاء هي أضخم من أي سمكة قرش شاهدها أي منهم.

هي أيضاً أكبر سمكة قرش شوهدت في فيلم إلى ذلك الحين، مع تعدد الأفلام السابقة التي تحدّثت عن سمك القرش، وحكايات عن ضحايا بائسين وصيادين مهرة.

50 سنة مرّت على إنتاجه (عُرض لأول مرة في شهر مايو «أيار» سنة 1975) وقريباً يعود إلى الصالات في احتفاء مُستحق.

بوستر فيلم «جوز» (الفك المفترس) العائد للصالات بعد 50 عاماً (يونيڤرسال - أ.ب)

«جوز» («فكّان» إذا ما أردنا التعريب الدقيق تحديداً لفك علوي وآخر سفلي في مقدّمة رأس تلك السمكة) كان أول فيلم في هجوم سينمائي انطلق من نجاح هذا الفيلم الذي لم يكن متوقعاً. منذ ذلك الحين، وإلى الآن، شهدت السينما 46 فيلماً تحتوي على ذلك الحيوان البحري المفترس، بينها 3 أجزاء لـ«جوز» (الفك المفترس) نفسه تم تحقيقها في 1978 و1983 و1987.

أسماء بديلة

الفيلم الأول وحده من إخراج ستيفن سبيلبرغ، الذي كان قد قدّم فيلمين من قبل، هما «مبارزة» (Duel) سنة 1971، و«شوغرلاند إكسبرس» (1974).

وقبل اختيار سبيلبرغ لمهمّة إنجاز هذا الفيلم تم التفكير في دك رتشردز وجون ستيرجز، وكلاهما من المخرجين المعتمدين بهوليوود في تلك الفترة.

ستيفن سبيلبرغ (يونيفرسال)

كذلك، فإن كلّاً من الممثلين الرئيسيين -روبرت شو في دور الصيّاد المحترف كوينت، وروي شنايدر في دور الشريف برودي، وريتشارد درايفوس في دور عالِم البحار هوبر- لم يكن بالضرورة الخيار الأول للدور الذي أُسنِد إليه. إذ طُرحت أسماء أخرى، رفض بعضها الأدوار المقترحة، مثل روبرت دوفال الذي أبدى اهتماماً بدور الشريف، وشارلتون هستون الذي كان يرغب في تجسيد شخصية كوينت.

لا عجب في أن شخصية كوينت هي الأقوى؛ الرجل الخبير الذي يقص في مشهد لم يرد في رواية بيتر بنشلي بعض ماضيه مع القرش بألم ظاهر على محياه؛ لأن ذلك الماضي بمثابة صراع مضنٍ بينه وبين وحش كاسر غلبه في أكثر من مناسبة.

شخصية الشريف برودي مندفعة عاطفياً. مخلص لعمله ولزوجته المتبرمة (لورين غاري)، يُواجه محافظ البلدة موراي هاملتون في رغبة الأخير التغاضي عن خطر سمكة تقضم أبدان السائحين الذين جاءوا للاستمتاع بالبحر.

أما هوبر فلا يقل اندفاعاً، لكنه غارق في قواعد التعامل تبعاً لدراسته (وبصفته ممثلاً يبدو أقل ثقة بنفسه من الآخرَين).

الصراع الأخير

الحبكة في حد ذاتها لا تقدّم جديداً على صعيد أفلام الرعب؛ فمنذ خمسينات القرن الماضي، لطالما وُجد من يُحذّر من خطر داهم سببه وحش أو حشرة عملاقة، غالباً نتيجة تعرضها لإشعاع نووي أو لقدوم كائنات من الفضاء الخارجي. دائماً هناك مَن لا يصدّقه إلى أن تتراكم الضحايا، ثم يتبدّى الخطر أمام أعين الجميع. لكنها المعالجة الذكية وتوفير الإمكانات الإنتاجية لتقديم جديد في سينما الوحوش المرعبة هو ما يميّز ذلك الفيلم، وأحد أسباب نجاحه الكبير في صيف 1975.

«جوز»... حكاية سمكة وصيادين (يونيڤرسال - أ.ب)

في «جوز» تبحر سمكة قرش كبيرة قرب شاطئ بلدة صغيرة، وتبدأ التهام مَن تستطيع الوصول إليه من السائحين السابحين في المياه الدافئة. الشريف برودي يُحذّر من النزول إلى الماء، لكن الفيلم يعتمد على تفعيلة استخدمت سابقاً ولاحقاً في مثل هذه الأفلام، وهي أنه لسبب أو لآخر، لن يستمع صاحب القرار لطلب برودي إغلاق الشاطئ خوفاً من انحسار السياحة في ذلك الموسم، معتقداً أن المشكلة انتهت باصطياد سمكة قرش كبيرة. لكنها ليست السمكة المقصودة، ما يدفع باتجاه استمرار محاولات صيدها، وصولاً إلى المشهد الأخير مع ممثلي الأدوار الرئيسية الثلاثة فوق مركب يبدأ الوحش بمهاجمته، ويدفع أحدهم حياته في صراعه معه.

أحداث محذوفة

شخصيات الفيلم مرسومة جيداً، والكثير مما ورد منها في الرواية تم حذفه لجانب أحداث وضعها بنشلي لترويج حكايته، من بينها ما يُشبه «السوب أوبرا». هذا نفع رواج الكتاب (قامت يونيڤرسال بدفع 250 ألف دولار بالإضافة إلى 10 في المائة من الأرباح) لكن الفيلم رغم اختلافه عن الرواية ناجح بدوره من حيث أن الاهتمام صار محصوراً (حسب سيناريو وضعه كارل غوتليب وساهم فيه بنشلي والممثل روبرت شو قليلاً)، بالسمكة وحدها، كما من حيث النتيجة التجارية التي بلغت 478 مليون دولار من الإيرادات عالمياً.

من بين العناصر التي حُذفت في اقتباس الرواية التي كتبها بيتر بنشلي، كان هناك خيط عاطفي بين زوجة الشريف وعالِم البحار هوبر، إلى جانب توسّع في رسم شخصية المحافظ بوصفه سياسياً فاسداً على علاقة ثابتة بالمافيا (بينما يظهر في الفيلم بوصفه شخصاً لا يهمه سوى الحفاظ على اقتصاد المدينة، مقابل إثارة الشريف لهلع السائحين). كما استبعد السيناريو أيضاً تناول شعور الشريف بالدونية إزاء طبقة المحافظ والسائحين الأثرياء.

عند المغيب

هذا دفع بالفيلم للتخصص في خط واحد: صراع أبطال الفيلم ضد القرش، وضد الممتنعين عن تصديق الخطر الماثل. كذلك يُشهد لسبيلبرغ ذلك القدر من إتقان التوتر في مجمل الفيلم، بدءاً من ركض برودي على الشاطئ مطلقاً نفير التحذير بعدما اعتقد أنه شاهد القرش يحوم قريباً، وانتهاءً بالمشهد الأخير بعد أن تم تفجير القرش، ولقطة تُصور هوبر وبرودي عند المغيب.

المشهد ذاته يُشبه ذلك الوارد في «مبارزة» عندما ينتصر ديڤيد مان (دنيس ويڤر) على وحش مختلف مجسّد بالشاحنة مجهولة القيادة تُحاول طوال الفيلم سحقه. ها هي الشاحنة تهوي في الوادي، وديڤيد يجلس على حافة الجبل يسترجع ما مرّ معه.

أبطال الفيلم على المركب (يونيڤرسال - أ.ب)

هذا المشهد الذي يتداول فيه الثلاثة على المركب خلال انتظارهم هجوم اليوم التالي يستمر لتسع دقائق من الحوار المهم. وسيلة ذكية لإبقاء المشاهدين مشدودين، لا لما سيحدث فيما بعد (الهجوم المنتظر للقرش) فقط، بل كذلك لخلفيات وشخصيات كل هؤلاء.

في نطاق هذه الشخصيات هناك تماثل بين دور الشريف بوصفه منذراً لكارثة قد تقع، وشخصية الكاتب النرويجي هنريك إبسن في روايته «عدو الشعب» (انتقلت إلى السينما سنة 1978 من إخراج روبرت شافر وبطولة ستيڤ ماكوين). فبرودي يواجه امتعاض الجميع من حوله، بمن فيهم زوجته وابنه والمحافظ وجموع طالبي متعة السباحة من السائحين.

«جوز» يكاد يكون خالياً من الشوائب الظاهرة. جيد الكتابة، وجيد التنفيذ، وفيه قدر كافٍ من عناصر التفكير، ومشحون بقوّة توليف تجعل المُشاهد في حالة ترقّب دائم وموسيقى (من جون وليامز) تنذر بما سيقع وتوحي به.

ما زال النظر إلى هذا الفيلم يستدعي نجاحاته. قد لا يرقى إلى مستوى تحفة ألفرد هيتشكوك «الطيور» (1963)، لكنه يُعدّ من الأعمال التي تضمّنت عناصر أساسية شكّلت ملامح سينما ستيفن سبيلبرغ، سواء من حيث الرموز التي تنطوي عليها شخصياته، أو من خلال معالجته السينمائية الشاملة.

"); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-3341368-4'); }); }

Latest Aaswsat (arabic)